إلى تلكَ التي عَالت رجالا وأطعمت أفواهً وبمنطق “العيالات” عُنِّفت وأُهينت…
إلى تِلك التي أثارت على نفسِها وضَحَّت بحلمها وسَخَّرت ذاتها وبمنطق “الثريا” وثقت لسنوات فوُعِدت بالجنان قسرا وقبل الأوان…
إلى تلكَ التي وبمنطق “الدُرة المصونة” أُزيحت من كل الحسابات دون تعويض عن سنوات “الخدمة” غير الموثقة…
إلى تِلك التي بَنت وساهمت واستثمرت وبمنطق ” للذكر حظ الأنثيين”، وهبت حقها للأخ والعم…
إلحاداً، كُفراً، أو ماشئتم تسميته، درجات الإيمان لا تُقاس بلحاكم وخرقاتكم و تأويلاتكم الخرقاء لدين سمحٍ يترفع عن كافة حساباتكم…
وإليكِ أنتِ ايضاً من وهَبت عقلك ومصيرك وحياتك لَهم بحثاً عن ظلال تحميكِ وفسرت العنف حماية والقمع توجيها والحب مشروعاً والاستغلال طريقا نحو الجنة.
لكن أيتها المناضلات والسندريلات، أطمح لغد أفضل، لبريقِ أمل يزيح قيودا فُرضت قسرا باسم السعادة في الدنيا والفلاح في اللآخرة.
لي ولكن أتوق أن تردم معاقل التخلف والجمود الفكري والثقافي ويُنظر للمرأة ككيان مُستقل يُنتِج لا جسداً مُثيراً يُقمعُ ويُحجبُ.
شخصيا تُقرفني ورود ثامن مارس الحمراء ويُؤلمني التفاعل البريء والعفوي لنساء بسيطات مع الحدث…
تُضحكني الابتسامات المزيفة والتهاني المفبركة وأُعايش افتقار الكثيرات للحنان.
لكنك ستظلين أنتِ مهما قالوا ومهما حاولوا، تَجمعين كل السمات وتُتقِنين كل شيء باستثنائية قل نظيرها.
هي أنتِ راعيةُ البقاء ورفيقة الكفاح وحارسة الحلم، وجواز العبور للحياة.
في يوم نعيد فيه الحسابات ونستحضر فيه الأحداث، أهديك السلام والمحبة…